الإمام ابن سعد و منهجه في الجرح و التعديل من خلال كتابه " الطبقات الكبرى "

Abstract AR

إن من أهم العلوم الشرعية بعد تفسير كلام الله عز وجل هو علم الحديث و لعل شرفه من شرف صاحبه r، و أشرف علوم الحديث بلا منازع هو علم الجرح و التعديل، و الذي به يميز بين ما هو منقول عن النبي r، و بين ما هو مفترى به عليه r، و ذلك لما تفشى بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم من فتن و اضطرابات سياسية و تشيع، و كثر الكذب، و كثر وضع الأحاديث سواء نصرة للمذهب، أو حقدا على الإسلام، و تكلم في العلوم الشرعية كل صالح و طالح، مما جعل الحاجة ماسة لهذا العلم للتثبت من الرواة في صحة المنقول عن النبي r، و التحذير من أهل البدع و الأهواء.

** يعنى هذا البحث بالإمام ابن سعد أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الزهري، و هو إمام من الأئمة الذين قام عليهم علم الجرح و التعديل، و كلامه في الرجال له وزنه و اعتباره عند النقاد.

فقد جعله الإمام الذهبي في كتابه (ذكر من يعتمد قوله في الجرح و التعديل) في الطبقة الرابعة من أصل اثنتين و عشرين طبقة جمع فيها نقاد الرجال.

**وقد تناولت في هذا البحث شخصية الإمام ابن سعد حيث وقفت على المعلومات الأساسية لهذا العالم الجليل و ذكرت منها نبذه مبسطه كاسمه و كنيته و تاريخ مولده و وفاته، و نشأته و رحلاته العلمية، و شيوخه و تلاميذه، كما تناولت عقيدته، و مكانته عند علماء الجرح و التعديل و تصنيفه بينهم و أهم مؤلفاته.

و كذلك تناولت نبذه عن كتابه الطبقات (اسمه، و نسبته إليه، و أهميته عند علماء الجرح و التعديل، و موضوعه، و منهجه فيه، كما تناولت أهم ألفاظ ابن سعد في جرح الرجال و تعديلهم التي وردة في هذا الكتاب مع التمثيل عليها)، و خاتمه ثم بيان أهم النتائج التي توصلت إليها.