مواصفة الأيزو 26000 و المسؤولية الاجتماعية للموارد البشرية في المنظمات

الملخص AR

إن تبني المسؤولية الاجتماعية على صعيد إدارة الموارد البشرية أحد التحديات التي تواجهها المنظمات، معتمدة في ذلك على برامج تنمية و تطوير الموارد البشرية من أجل الحصول على كفاءات و كوادر فعالة داخل المنظمة بمقاييس المسؤولية الاجتماعية.

و ذلك من خلال مسايرة مفهوم التنمية المستدامة الذي أخرج المنظمات و المؤسسات من عزلتها الداخلية كنظام مغلق، ودورها الإجتماعي المحصور، إلى نظرة حديثة، و بيئة خارجية أكثر تعقيدا و غموضا و تداخلا.

فالتطور الحاصل في المنظمات اليوم ولد أطرافا أخرى تطالب هذه الأخيرة بالاهتمام بتنمية الموارد البشرية النشطة فيها و تمارس ضغوطا، و تؤثر في نشاطها، و أفرز أدورا جديدة اجتماعية و سياسية و بيئية كانت مهملة سابقا، مما يضع حدودا، و يضيف معطيات أخرى إلى التزاماتها.

أين أصبح الاهتمام بالجانب الاجتماعي للأفراد من طرف المنظمات يعد ركيزة أساسية لزيادة قدراتها التنافسية، من خلال ما تساهم به في تطوير أداء العاملين و كذا تنمية كفاءتهم و إكسابهم مهارات جديدة و رفع مستوى أدائهم.

و ما دام الاهتمام بالجانب الاجتماعي للأفراد و العاملين داخل المنظمة سيؤدي بالضرورة إلى تحسين صورة المنظمة و سمعتها، فإنه سيؤدي حتما الى زيادة استقطابها لموارد بشرية ذات كفاءة و فعالية.

و نتيجة أهمية هذا الموضوع بمختلف أبعاده التي حاول الكثير من الباحثين دراستها و حصرها مع تشجيع المنظمات على تبنيها، برزت عدة هيئات دولية تعمل في هذا الجانب و منها المنظمة الدولية للتقييس التي أصدرت في سنة 2008 المواصفة الدولية الايزو 26000 للمسئولية الاجتماعية.

و تأتي هذه الدراسة من أجل التعريف بها و بطبيعتها و هيكلها و مختلف المواضيع التي تناولتها مع تقديم إطار عمل استرشادي لمساعدة المنظمات على تبنيها و العمل بمضمونها.