فاعلية المختبر الافتراضي في تنمية بعض مهارات حل المشكلات و الاتجاه نحو مادة الأحياء لدى طلاب الصف الأول الثانوي الأزهري

الملخص AR

يشهد العصر الحالي تطورا مذهلا في مجال المعرفة، ولم يعد بوسع الإنسان سوى أن يحيط بالقدر اليسير من هذه المعارف المتدفقة، و من هنا ظهرت الحاجة إلى تطـوير أساليب التفكير بما يساعد الفرد على تنمية قدراته ليصبح قادرا على التعامل مع هذا الكم المعرفي الهائل، و يشمل ذلك الاهتمام بالجوانب المهارية للفرد ليصبح قادرا على مواجهة العقبات التي تقابله بثقة و اصرار.

و يقع العبئ الأكبر على المنظومة التربوية في إنتاج أفرادا لا تملأ عقولهم بالمعلومات فقط و إنما تتطلب مفكرين يتميزون بمهارات عليا ترتقي بهم الى المعالجة الذهنية للمواقف وفق معايير محددة.

و يربط علماء النفس بين التفكير وحل المشكلة إذ يرون أن التفكير بمعناه العام هو كل نشاط عقلي يرمز للأشـــــياء برموزها بدلا من معالجتها و اقعيا، أما التفكير بمعناه الخاص فيقتصر على حل المشكلات حلا ذهنيا و هو ما يعرف بالتفكير الاستدلالي.

(جاكلين كشك، 2009، 42).

و يواجه الفرد العديد من المشكلات في حياته اليومية فيعمل على إيجاد مخرج لتلك المشكلات باستدعاء الحل المناسب و هذا يتطلب طرق علمية منظمة التي تؤدى في النهـــــاية لاستكشاف الحقائق والوصول إلى الحل.

(عبد المعطى سويد، 2003، 96) و يري بعض التربويين أن فشل كثير من الناس في القيام بمعالجة مشكلاتهم بشكل مباشر و سليم هو السبب فيما نصادف من مشكلات من سوء التوافق و عدم القدرة على اتخاذ القرارات، و الحل الوحيد هو تعلم كيفية حل المشـكلات و مواجهة الصعوبات و ارتكاب الأخطــــاء التي تؤدى في النــهاية إلى اكتشاف الحل السليم للمشــــــكلة، وقد لخص كنجزلى ذلك بقوله إن المشكلة الجيدة هي دافع جيد على التعلم.

(رجــاء أبو علام، 2004، 225) و استنادا الى ما سبق ينبغي تضمين المنهج المهارات الفرعية اللازمـــة لحل المشكلات مثل: استرجاع المعلومات و تفسيرها و استخدامها و إنتاجها أوتقديمها بطرق مختلفة، و ينبغي تطوير تلكالمهارات في سياقات متنوعة من خلال انخراط التلاميذ في حل مشكلات واقعية ذات صلة بحياة الطلاب و اهتماماتهم.

(كريمان بدير، 2008، 100).

و من هذا المنطلق فقد أكدت دراسات عديدة على أهمية تنمية مهارات حل المشكلات في مادة العلوم و من هذه الدراسات دراسة (إسلام عبدالله، 2005)، و دراسة (أمينة مختار، و اخرون، 2010) ودراسة (serin، 2011)، و دراسـة (جوهره أبو عيطة، 2013)، و دراسة (ناجي الضفيري، 2013)، و دراسة (جمال فتح الباب، 2015)، و دراسة Chang، 2017)).

وتوصلت نتائج هذه الدراسات إلى ضرورة تنمية مهارات حل المشكلات لدى الطلاب في مواد العلوم كما أوصت هذه الدراسات بتضمين تلك المهارات و التشجيع على تنميتها عند تخطيط و تنفيذ المقررات الدراسية.

و من خلال عرض الدراسات السابقة: يتضح أن تنمية مهارات حل المشكلات لدى الطلاب باعتبار أنها تجعل من الطالب محورا رئيسا ترتكز عليه جميع نشاطات التعلم، بدءا من التفكير للمشكلات التي تواجهه وصولا لاستنتاجات مناسبة و أحكاما صائبة، حيث يعتبر التدريب على مهارات حل المشكلات هو بمثابة إجراء نظامي يستخدم جميع ذلك.

و تمثل الاتجاهات مكونا أساسيا من مكونات الشخصية، إذ يمكن اعتبارها موجهات للسلوك و من ثم يمكن الاعتماد عليها في التنبؤ بنوع السلوك العلمي الذي يقوم به للطالب، كما يمكن اعتبارها دوافع توجه الطالب، و بالتالي ضرورتها في تكوين العقلية العلمية إذ لا يستقيم التفكير العلمي بدونها.

(عايش زيتون، 109، 2005)وتأتي أهمية الاتجاهات من التصور الخاص لبعض التربويين لما يطلق عليه اسم "المنهج المفتوح" و الذي يجب أن يكون أقل اعتمادا على المعرفة، وأن يعني بصورة أكثر فعالية بمسألة الاتجاهات و القيم و خبرات المتعلم.

(أحمد اللقاني، 2002، 81) و تشير (زبيدة قرني.

2006، 44) إلى أن تكوين اتجاهات موجبة نحو العلوم يخضع لعدة عوامل أهمها كالتالي: - بناء ثروة علمية من المعرفة العلمية- شحن المعلومات العلمية و المعارف التقنية بطريقة عاطفية تؤدى لإرضاء المتعلم و تعديل سلوكه - قاعدة سليمة من المعرفة التقنية و تطبيقاتها.

وفي هذا الصدد أشارت دراسات عديدة الى أهمية تنميـــــة الاتجاه نحو مادة العلوم و من هذه الدراسات: دراسـة (خلودبركة، 2010)، ودراسة(Tuysuzi، 2010)، ودراسة (محمد أبو عوده، 2012) و دراسة (هشام عبد العزيز، 2012)، و دراسـة(السيد الرفاعي، 2014) و دراسة.

(sariay (2015، ، وتوصلت نتائج هذه الدراسات الى أهمية تنميـــة الاتجاه نحو مادة العلوم حيث أنها تنظم المعلومات بطريقــة تيسر من فهمها و استيعابها، و تطور قدرات الطـلاب للأعمال المختبرية، كما أنها تساعد على اتخاذ القرارات المناسبة، و تعطى قدرا من الاتساق النفسي و عدم التردد.

وفي ضوء ماسبق تتضح أهمية تنمية الاتجاه نحو مادة العلوم حيث أن التعلم يرتبط على نحو وثيق بالاتجاه، فإذا كان اتجاه الطالب نحو مادة ما أو موضوع ما إيجابيا زاد ذلك من تعلمه و أصبح سلوكه بناءا، كما أن هناك عوامل بالغة الأهمية في تنمية الاتجاه نحو مواد العلوم ينبغي أن يهتم بها المعلمون و أهمها: تنظيم المعلوات و المعارف بشكل جيد، وتوفير بيئة غنية بالمثيرات و الأنشطة و التجارب تثري العديد من جوانب التعلم، و تنمي المهارات المختلفة.

و من هذا المنطلق يتضح تأثير التكنولوجيا في مختلف نواحي العملية التعليمية، و لعل ذلك يتطلب استخدام أساليب في التدريس تخرج عن المألوف بمنطق العمل العلمي التقليدي إلى النشاط العلمي المبنى على بقاء أثر التعلم و انتقاله من التنظير إلى التطبيق و الممارسة.

و تقوم فلسفة المعامل الحديثة على تقديم الجانب العملي على النظري وصولا إلى المعارف النظرية من خلال استنتاجات الطلاب، فالجوانب العملية في التعلم تتيح استعمال حواس عديدة، و خير تعلم ما اشتركت فيه أكثر من حاسة.

(سهيلة الفتلاوي، 2003، 108) و يقدم التعلم الالكتروني للطالب من خلال برامجه ووسائله و أدواته مجالا أوســـع للتعلم الذاتي و يؤهله لمرحلة التعليم الجامعي، ويوفر للمعلم التفاعل المباشر وغير المباشر مع طلابه و التقويم المستمر لهم.

(ضياء الدين زاهر و آخرون، 2010، 814-815) و نتيجة لتضافر الخبرات التكنولوجية في مجال التعلم الالكتروني ظهر ما يعرف بالمختبرات الافتراضية التي وفرت عروضا بانورامية ارتبطت بأكثر من حاسة بالجسم فاستطاع معها المتعلم أن يحس و يلمس كما استطاع أن يتفاعل مع المعلومات الموجودة بالحاسب الآلي.

(السعدي الغول، 2011، 450) و تنتج الأهمية التعليمية للواقع الافتراضي من أنه يعمل على نقل الوعي الإنساني إلى بيئة افتراضــية يتم تشكيلها الكترونيا من خلال تحرر العقل للغوص في تنفيذ الخيال بعيدا عن مكان الجسد.

(أحمد سالم2004، 422).

ولائم الواقع الافتراضي في التدريب تطبيقات التعلم المعتمدة على المحاكاة أو السيناريوهات التي تمكن المتعلم من تطبيق المهارات وتوظيف المعرفة لحل مشكلات معينة تتطابق مع الحقيقة.

(عفاف الياور، 2005، 114) و عند تحليل جوانب التعلم الخاصة بالبيئات الافتراضية نجد أن لها مميزات عديدة أهمها: (محمد عبد الحميد، دينا إسماعيل، 2009، 123) - تنمية التعلم الايجابي المرتكز حول المتعلم بجانب حل المشكلات، و إتاحة الفرصة للطلاب لأداء أبحاث واقعية لاكتشاف معلومات عديدة، ووضعهم في أدوار تعدهم لبيئة العمل، بالإضافة إلى بناء الوسائط و المواد التعليمية وتوفيرها للطلاب.

و استنادا لما سبق فقد أشارت العديد من الدراســــات على أهمية و فاعلية المختبرات الافتراضـــيةبأشكالها المختلفة في تنميـــــــة العديد من المتغيرات، و من هذه الدراسات ما يلي: دراسة (نجوان القباني، 2007): و التي توصلت نتائجها الى فاعلية المختبرات الافتراضية في تنمية القدرة على التفكير و التخيل البصري و فهم بعض العمليات في مادة الهندسة الكهربية، و دراسة (Alipaua، 2010): و التي أثبتت نتائجها فاعلية المختبرات الافتراضية في تنمية المفاهيم المجردة في الكيمياء و تهيئة الطلاب للتطبيقات المختبرية، و دراسة (هالة حسين، 2013): و التي توصلت نتائجها إلى فاعلية استخدام المعمل الافتراضي في تصويب التصورات الخطأ لبعض المفاهيم العلمية و تنمية بعض عادات العقل، و دراسة (: (Radhamani، 2014والتي أثبتت نتائجها فاعلية المختبرات الافتراضية في تحسين الأداء المهاري و تنمية المفاهيم البيوتكنولوجية، و دراسة (محمد الربعي، 2016): وتوصلت نتائجها إلى فاعلية المعمل الافتراضي القائم على الاكتشاف الموجه في تنمية بعض المفاهيم الكيميائية و مهارات التفكير، و دراسة Bactol، 2017)): و التي توصلت نتائجها الى فاعلية المختبرات الافتراضية في تنمية المهارات المختبرية وتعزيز عملية التعلم.

و تأسيسا على ما سبق يحاول البحث الحالي استخدام المختبرات الافتراضية لتنمية بعض مهارات حل المشكلات و الاتجاه من خلال مادة الأحياء.