تصور مقترح لتنمية المهارات الحياتية للأطفال اللاجئين في ضوء بعض الاتجاهات التربوية المعاصرة

الملخص AR

يعد التعليم منظومة فرعية في النظام الاجتماعي له مدخلاته و عملياته و أنشطته، وله مردوده على الفرد و المجتمع، وهى جميعا مترابطة ترابطا وثيقا تتفاعل فيه المخرجات و المدخلات، لكي تحقق ما نريده من التعليم من خلال إكساب المهارات الحياتية للأطفال لمواجهة التحديات وتمكنهم من حماية أنفسهم بصورة أفضل من الأزمات.

و مع التغير السريع في سوق العمل و ظهور متطلبات جديدة، أصبحت المهارات التي يمتلكها الأفراد لا تناسب الوظائف التي فرضها سوق العمل، و بالتالي أصبح الأفراد ملزمين على اكتساب المهارات الحياتية التي تواكب الاتجاهات الاقتصادية و الاجتماعية و التكنولوجية(World Economic Forum، 2018: 5).

حيث تفرض الصراعات العنيفة تحديات على حياة الأفراد و حقوقهم الأساسية، بما في ذلك حقهـم فـي التعليم، و مع أن ضمان التعليم للجميع مجمع عليه دوليا كحق من حقوق الإنسان الأساسية، إلا أن الصراعات تعطله بشتى الطرق؛ و من المشكلات التي كثيرا ما نراها الانقطاع في الدراسة بسبب الأزمات و الصراع، وذلك لأن معظم الأطفال الذين ليسوا على مقاعد الدراسة يعيشون في مناطق تعاني من الصراعات، و يقدر أن(28) مليون طفل في سن الدراسة الابتدائية ليسوا على مقاعد الدراسة بسبب الصراع العنيف ( UNESCO، 2015: 119)، و هم(42% ) من المجموع الكلي للأطفال الذين ليسوا على مقاعد الدراسة في العمر ذاته على مستوى العالم، وهي نسبة عالية جدا إذ يمثل عمر الدراسة في المرحلة الابتدائية في الدول المتأثرة بالصراعات(18% ) من المجموع الكلي في العالم، و تبلغ نسبة القبول للصف الأخير من التعليم الابتدائي في الدول الفقيرة التي تعاني من الصراعات(65% ) مقارنة بـ(86% ) % في الدول الفقيرة الأخرى، كذلك تبلغ النسبة الإجمالية للالتحاق بالتعليم الثانوي في الدول المتأثرة بالصراعات(48% ) وهي أدنى بكثير من النسبة في الدول الأخرى، وهي (67% ) (UNESCO، 2011: 132).