الطالبان الزيتونيان ميلود بن أحمد النيس و محمد بن أبي القاسم التركي : قراءة في سيرتيهما العلمية و التعليمية

الملخص AR

شهدت منطقة سوف بالجنوب الشرقي الجزائري، كباقي مناطق الوطن الأخرى لاسيما خلال فترة الأربعينات و الخمسينات من القرن العشرين نهضة علمية ثقافية ذات أبعاد عربية و إسلامية، في إطار الحركة الإصلاحية في الجزائر أسوة ببلدان العالم العربي و الإسلامي الأخرى، و برزت أثناءها العديد من الشخصيات التي وضعت بصماتها، و أثر نشاطها في بروز تلك النهضة و نشر العلم و الوعي و مقاومة الاستعمار و سياساته المختلفة الهادفة لإخضاع الجزائر وطنا و شعبا لكيانه الغاشم، و الاعتزاز بالشخصية الجزائرية و الوطن الجزائري، الذي سعى الاستعمار لمحو أثرها من عقول الجزائريين.

و من نماذج الشخصيات تلك نذكر طالبين زيتونيين هما الشيخ ميلود النيس و زميله الشيخ محمد التركي، فكلاهما ساهم قبل و بعد تخرجه من جامع الزيتونة في نشر العلم و الوعي من خلال مساهمته في التعليم العربي الحر بالمدارس التي أسستها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في أنحاء القطر الجزائري إما تعليما أو إدارة أو هما معا.

و كذلك بتأطير الامتحانات، و إلقاء دروس الوعظ و الفقه للكبار ليلا سواء منهم الرجال و النساء، و عندما اندلعت الثورة التحريرية سنة 1954 لم يتخلف عن ركبها هذا الشيخان، و قد تعرضا للمضايقات و أغلقت مدرستيهما للتعليم سنة 1956، فقاوما و واصلا نضالهما أثناء الثورة حتى بزغت شمس الاستقلال.

ثم تواصل جهدهما في مجال التعليم و غيره من المجالات بعد الاستقلال، إلى أن بلغا سن التقاعد و العجز.