الإدارة الإسلامية في مدارس التعليم العام بدولة الكويت : دراسة تحليلية

Abstract AR

لعل من أبرز العوامل المساهمة في تطور و تقدم الأمم المختلفة إتباع أسس علمية للإدارة بهدف تحقيق الأهداف و الغايات الرئيسية بأقل قدر ممكن من الجهد والموارد و بأكفأ الطرق و أكثرها فاعلية بدءا بالتخطيط مرورا بالتطبيق و التنفيذ و التنسيق و التنظيم وصولا إلى التقويم لمدى تحقق الأهداف.

و لهذا؛ فقد كان هناك تركيز خلال العقود الأخيرة على دراسة مبادئ الإدارة العلمية و تفعيلها في كافة المنظمات و المجالات.

و يعد مجال التربية و التعليم من بين أهم المجالات التي تستفيد من تطبيقات الإدارة العلمية في سعي حثيث لتحسين قدرة المنظمات على تحقيق أهدافها.

و يعد هذا المجال من أهم الوظائف المعاصرة للمجتمعات في الوقت الحالي و هو المعني بإعداد الكفاءات والموارد البشرية اللازمة للمجتمع في كافة قطاعاته.

و لذلك اكتسبت الإدارة التعليمية أهمية خاصة لدورها الحاسم في مساعدة النظام التعليمي على تحقيق أهدافه التي تمس كافة قطاعات المجتمع.

و لا يمكن فصل الإدارة التعليمية بشكل كامل عن سياقها الاجتماعي و الثقافي المحيط؛ فالإدارة هي بمثابة مجموعة من الممارسات البشرية التي تلعب فيها العوامل الثقافية و الاجتماعية دورا حيويا و حاسما.

و بالنظر إلى الإدارة التعليمية في مجتمعاتنا الإسلامية فهي محاطة بسياق إسلامي ممثلا في الإسلام كدين سماوي و كثقافة سائدة.

وفي جوهره جاء الإسلام كمنهج متكامل و شامل لإصلاح النفس البشرية و الأخذ بيد الإنسان نحو تحقيق الغاية الرئيسية التي ذكرها الله تعالى في كتابه وهي عبادة الله و إعمار الكون.

يقول الله تعالى في محكم كتابه المطهر "وما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدون" [الذاريات: الآية 56].

و لذلك يمكننا أن نقول أن الإسلام قد تضمن إدارة المجتمع و الفرد و الجماعات لتحقيق الأهداف و الغايات الكبرى من خلق الإنسان.