تطوير أداء مديري المدارس الثانوية في دولة الكويت في ضوء مدخل القيادة الموزعة

Author

المطيري، سعد مسعد سعد نجوان

Source

مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية و النفسية

Issue

Vol. 2020, Issue 10 (30 Apr. 2020), pp.1-45, 45 p.

Publisher

University Of Sadat City Faculty of Education

Publication Date

2020-04-30

Country of Publication

Egypt

No. of Pages

45

Main Subjects

Educational Sciences

Topics

Abstract AR

تحظى مرحلة التعليم الثانوى العام بأهمية كبيرة سواء في الدول المتقدمة أو النامية، وذلك لأنها تقوم بإعداد الطلاب للمرحلة الجامعية من جهة و من جهة أخرى تقوم بإعداد المواطن للحياة العامة، و من ثم فإن دور المدرسة الثانوية ممتد لا يقف تأثيره بانتهاء الطالب من هذه المرحلة و نجاحه فيها وانما هو بداية لمرحلة أعمق و أشمل هى المرحلة الجامعية التى يجب ان يكون الطالب مستعدا لها و مؤهلا من المدرسة الثانوية.

وتعتبر الإدارة المدرسية الناجحة الركيزة الأساسية في العملية التعليمية، فهى التى تجدد المعالم و ترسم الطرق و تيسر السبيل أمام العاملين في الميدان للوصول إلى هدف مشترك في زمن محدد، كما أنها تهدف إلى تحسين العملية التعليمية و الارتقاء بمستوى الأداء عن طريق تبصير العاملين في المدرسة و توعيتهم بمسؤوليتهم و توجيههم التوجيه التربوي السليم (Zhang and Faerman 2007).

واذا كانت العملية الإدارية هى عملية تنسيق و توجيه الأفراد و الجماعات نحو تحقيق أهداف معينة –فردية أو جماعية – فإن القيادة الإدارية الناجحة هى التى تستطيع أن تبعث الحياة في كافة أنحاء التنظيم، وهى التى تستطيع أن تحول ان تحول الهياكل الجامدة الى تفاعلات ديناميكية و لهذا حظى موضوع القيادة الإدارية بإهتمام متميز، و تهتم كثير من المنظمات بتنمية القيادة و تخطيطها ببرامج شاملة لإعداد و تدريب القادة في مختلف مجالات النشاط إيمانا منها بأن القادة هم الركيزة الأساسية في أى برنامج في التنمية الإدارية، كما ان طريقة تعامل القيادات الإدارية مع أفراد التنظيم تؤثر على أدائهم كما و نوعا، و اتجاهاتهم النفسية، و رضاهم عن العمل، و من ثم على كفاءة العمل ككل (Goddard et al.

، 2004).

ومن ثم يعد مدير المدرسة الثانوية أهم عضو في الإدارة المدرسية، فبدون إدارته لا يمكن إحراز أى تقدم في مجال العمل المدرسي مهما اتصفت الهيئة العاملة في المدرسة ببعد النظر و بالمهارة في تصريف الأمور، حيث أن المدير هو الذى يمسك بزمام الأمور بيديه، فهو المثل الذى يحتذى به الأخرون، و هو الذى ينشر روح السلوك الديمقراطي في شتى أنحاء المدرسة أو يجعل من الاستبداد وسيلة يخضع بها كافة جماعات المدرسة لسلطاته (Ancona and Backmann 2010) والمتتبع للحراك التربوى يدرك أن السنوات الاخيرة شهدت تطورا في استخدام الأساليب الإدارية الحديثة بهدف ترشيد الإدارة عند قيامها بوظائفها المتجددة في التخطيط و رسم السياسات و اتخاذ القرارات و الرقابة و تقييم الأداء، الأمر الذى يتطلب ضرورة إلمام الإداريين بالعمل الإداري لكى يتسنى لهم الاستفادة منها في معالجة المشكلات الإدارية وحلها من خلال اتجاهات عالمية و منهج علمى متكامل و منظم (Bandura، 1977: 188 ).

ويعد موضوع القيادة من أبرز الموضوعات إثارة في علم الإدارة، فقد أصبحت القيادة الإدارية أحد أهم المعايير التى تحدد نجاح أية مؤسسة، و تعتبر جوهر العمل الإدارى، فهى تمثل عاملا مهما في نجاح أية مؤسسة، و تمثل عاملا مهما في نجاح الادارة النعليمية أو فشلها لما لها من تأثير مباشرعلى العملية التعليمية.

و ذهب كثير من علماء الإدارة الى القول بأن القيادة هى جوهر العملية التعليمية الإدارية و قلبها النابض، وهى مفتاح الإدارة، وأن أهميتها ودورها ينبعان من كونها تقوم بدور أساس و يؤثر في عناصر العملية الإدارية تجعل الإدارة أكثر ديناميكية و فعالية و تعمل كأداة محركة لتحقيق أهدافها (Abu Nayeem، Mohammed 2011).

ولذلك ظهرت الحاجة إلى توظيف المداخل القيادية و اتجاهاتها الحديثة، و لعل أحدثها و أهمها مدخل القيادة الموزعة، و الذى ينطوى على قدركبير من الثقة المتبادلة و الدعم و الإستقصاء و التعاون بين العاملين في المدرسة و الذى تعمل امدرسه على تحقيقه (Harris 2002: 40).

و على عكس القيادة التقليدية القائمة على إدارة الفرد لنظم و هياكل هرمية، تتميز القيادة الموزعة بأنها صورة للقيادة الجماعية يكتسب فيها المعلمون الخبرة من خلال العمل معا، وتوسع القيادة الموزعة حدود القيادة بصورة كبيرة لأنها تقوم على مستويات مرتفعة من مشاركة المعلمين في اتخاذ القرار، وانها تتضمن مجموعة كبيرة من الخبرات و المهارات و المدخلات في عملية و ممارسة القيادة(Arrowsmith 2007 : 15).

و لقد زاد الإهتمام بالقيادة الموزعة في السنوات الماضية و بشكل متزايد لان مديرى المدارس لايعملون بشكل منفرد لقيادة المدارس لتحقيق النجاح في مؤسسة تسعى للتعليم و التعلم كالمدرسة، و لذلك بدأ تطور نظرية إدارية تشتمل على ممارسة قيادية قابلة للتحقيق و الإستدامة بشكل أكبر، و التى تتطلب توزيع واسع للمسؤليات القيادية الأساسية على نطاق المؤسسة ككل (Bandura، 2000 : 45).

والقيادة الموزعة تعنى أن يمارس المعلمون و جميع أعضاء المجتمع المدرسى بمختلف مستوياتهم و رتبهم عددا من الأدوار القيادية الرسمية وغير الرسمية، وهى تعتمد على مشاركة المعلم في القيادة و الإنتقال من الهرمية الفوقية الى القيادية الجماعية و الأفقية، بحيث تتوزع الصلاحيات في ظل شرط المساءلة الدائمة (Gronn، 2002: 145).

وتعد القيادة الموزعة مدخلا إجرائيا يقوم على منح مديرى المدارس عددا من الأدوار القيادية الرسمية وغير الرسمية للمعلمين، وذلك من خلال المشاركة في صنع القرار و اتخاذه، و التعاون و المشاركة في تحقيق أهداف المدرسة و تحسين ادائها و تطويرها (Gronn، 2000: 139 ).

كما اكدت دراسات (Grant، 2006: 112)، و ( (Green، Alex 2010: 85) أن الأنماط القيادية السابقة أنماط تقليدية يؤخذ عليها العديد من المأخذ، الأمر الذى أجبر المؤسسات التربوية على إحداث تغيرات جذرية في أساليبها الإدارية التقليدية، فجاءت القيادة الموزعة كمدخل جديد من مداخل القيادة الحديثة، و الذى ينطوى على قدر كبير من الثقة المتبادلة و الدعم و الإستقصاء و التعاون بين العاملين في المدرسة، وأن ممارسة مدخل القيادة الموزعة في المدرسة من شأنه أن يدعم القدرة على التغيير و التطوير و التحسين الذى ترغب المدرسة في تحقيقه.

كما أكدت دراسة (Fives، 2003: 52) على ضرورة العمل على بناء ثقافة جديدة تعتمد على تمكين العاملين و مشاركتهم في عميات صنع القرار بفاعلية و هو الأمر الذى يسهم في حل مشكلات العمل و تحقيق الأداء الفعال من خلال المشاركة الفاعلة لفريق العمل و هو ما يتحقق بتطبيق نظرية القيادة الموزعة.

كما أكدت على ضرورة تبنى نظرية القيادة الموزعة من جانب المسئولين على التعليم و العمل على نشر هذه الممارسات و نقل تجارب التطبيق المتميزة بين هذه المدارس، و يجب ان تقدم الإدارات التعليمية الدعم اللازم للمدارس المختلفة لتحقيق التطبيق الناجح لممارسات القيادة الموزعة و هو الأمر الذى يحقق المنافع القصوى للطلاب و النتائج التعليمية و المعلمين ذاتهم و هو ما يسهم في تحقيق التطوير و التحسين في المنظمات النعليمية.

وأشارت دراسة (الزكى، بور حماد، 2012) إلى عدد من المتطلبات الضرورية لتطبيق القيادة الموزعة في المدارس المصرية و التى تتمثل في تعديل بنية الهياكل المدرسية، و تعزيز الثقافة الإيجابية داخل المدرسة، و تدعيم قدرة أعضاء المجتمع المدرسى على إمتلاك مهارات القيادة الموزعة (Frost and Durrant 2003: 122).

ونظرا لأن القيادة تعتبر من أهم العوامل التى تؤثر في حياة المنظمة التعليمية و استدامة جهود التحسين و التطوير فيها، و مواجهة تحديات التعليم فهى شيئا ضروريا لنجاح المدارس في تحقيق أهدافها وعليه تأتى هذه الدراسة بغرض تطوير أداء مديرى المدارس الثانوية بدولة الكويت في ضوء القيادة الموزعة بهدف تحسين قدراتهم على تحقيق أهداف العملية التعليمية من خلال الترابط و التكامل بين كافة عناصرها.

American Psychological Association (APA)

المطيري، سعد مسعد سعد نجوان. 2020. تطوير أداء مديري المدارس الثانوية في دولة الكويت في ضوء مدخل القيادة الموزعة. مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية و النفسية،مج. 2020، ع. 10، ص ص. 1-45.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1336045

Modern Language Association (MLA)

المطيري، سعد مسعد سعد نجوان. تطوير أداء مديري المدارس الثانوية في دولة الكويت في ضوء مدخل القيادة الموزعة. مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية و النفسية ع. 10 (نيسان 2020)، ص ص. 1-45.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1336045

American Medical Association (AMA)

المطيري، سعد مسعد سعد نجوان. تطوير أداء مديري المدارس الثانوية في دولة الكويت في ضوء مدخل القيادة الموزعة. مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية و النفسية. 2020. مج. 2020، ع. 10، ص ص. 1-45.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1336045

Data Type

Journal Articles

Language

Arabic

Notes

-

Record ID

BIM-1336045