ملامح النسوية في الرواية العربية الحديثة: بين علي الجارم وابتسام تريسي "غادة رشيد و الشارع 24 شمالا أنموذجا

Abstract EN

يهدف هذا البحث إلى إجراء مقايسة بين ما كتبته المرأة عن المرأة وبين ما كتبه الرجل عن المرأة، وقد اخترنا لهذا الموازنة روايتين تتمحوران حول المرأة، ولأن عالم الرواية واسع جدا أحببنا أن نقتصر في دراستنا هذه على جانب معين من جوانبها، وهو تتبّع ملامح النسوية من خلال الروايتين، وهما (الشارع 24 شمالاً) لًابتسام تريسي و(غادة رشيد) لعلي الجارم؛ فالأولى؛ تغطّي أحداثا تبدأ في الزمن الماضي وتستمرّ حتى زمن كتابة الرواية 2017، بينما تتناول الرواية الثانية (غادة رشيد) تجربة فتاة مصرية عاشت في مدينة رشيد إبان حملة نابليون على مصر 1798 وكان لهذه الفتاة حلم خاصّ بها؛ يتجلّى في الوصول إلى الحكم في مصر بعد أن تنبأت العرافة لها بذلك؛ فالروايتان لهما فضاءٌ عام مشترك هو الحرب، وفضاءٌ خاصّ يُختصر بكلمة واحدة هي المرأة، ولأنّ المرأة تعني الحياة الًاجتماعيّة كلّها، كانت الرواية الأولى شاملة للحياة في مدينة اللاذقيّة عبر قرن من الزمن، مع التركيز على حيوات النساء و هموهن في حيّ بأكمله، بينما انصرفت الكاتب في الرواية الثانية ليروي حكاية امرأة بعينها هي زبيدة تلك الحسناء التي تضيق مدينة رشيد على طموحها و أحلامها فتشطح بعيدا وتدور الأحداث بها لتعود إلى مسقط رأسها وتموت فيها بعد مغامرتها بالزواج من جنرال فرنسي.

فالروايتان تطغى عليهما النزعة النسويّة في جوانب عديدة من خلال التركيز على عوالم النساء الخاصّة، بالإضافة إلى اهتمامهما بالواقع الًاجتماعيّ للنساء في مدنٍ استباحها احتلال إثر احتلال، سنحاول من خلال هذا البحث أن نسلّط الضوء على بعض الملامح النسويّة التي ظهرت في الروايتين.

وتنبثق أهمية هذا البحث في أنه لم يسبق إلى هذه المقارنة بين هذين الروائيين، فهو الأول من نوعه في هذا الباب..