Spatial zoning of school location-allocation in greater Auckland, New Zealand

Abstract AR

العالم العربي و الشرق الأدنى حيث الأرض المقدسة التي ولد فيها المسيح و حيث البادية العربية المليئة بالرجولة و الحمية و الشجاعة و الحب العذري كانت حتى أواسط القرن التاسع عشر هي تلك الطوبية و العالم المثالي و المدينة الفاضلة التي لم يكتب عنها أفلاطون بل دونها المستشرقون الغربيون بطريقتهم و أسلوبهم و مغامراتهم التي عاشوها و خطوها بأيديهم في أدب رحلات القرن التاسع عشر، و التي دفعت المستشرقين منذ القرن السابع عشر إلى ترجمة كتب الحب و الخيال العربي مثل ألف ليلة و ليلة التي ترجمها أنطوان جالون مؤكدا على ذلك التصور المثالي لأرض المسيح.

إلا أن الأعمال التي نقلها مستشرقو القرن التاسع عشر حتى أواسط القرن العشرين تحت ظل الإمبريالية الأوروبية في المنطقة تكثر فيها التعليقات و المقدمات التي نراها في حواشي الكتب و المراسلات الدبلوماسية مظهرة صورة للظلم و الطغيان العثماني الجاثم في المنطقة و أخبار ثورة العامة و صراعها مع حكومات البغي أو مع حكومة الدول الإمبريالية المنافسة، رابطا كل هذا بالتأثير الرجعي للدين الإسلامي و مبرزا لهذا الهدف الصراعات الدينية بين المذاهب الإسلامية المختلفة في المنطقة مثل السنة و الشيعة و المتوالية و الدروز...

الخ.

إن عملية النقل المنتخبة هذه تنقل إلى نفسية القارئ ذلك الجو العام العربي المشحون بعقيدة مبنية على التناحر و التخالف و المكايدة الدينية، كل ذلك يسوقنا إلى الأيديولوجية الإمبريالية التي تجر بالقارئ الغربي أن يستنتج أن الوجود الغربي في المنطقة و كان و سيكون في صالح تلك الدول المتأخرة عن ركب الحضارة و مبررا لتدخل بلادهم في شؤون تلك الدول و في سياساتها، و من البديهي أن نرى هذا الاهتمام لدى الإمبريالية بعد أن ساد في أوروبا الاتجاه العلمي في التحليل السياسي و الأدبي وبدأت معه الشعوب الأوروبية بمحاسبة حكوماتها و الحديث عن حقوق الإنسان و الدعوة إلى سحب سيطرة حكوماتها على الدول الفقيرة في العالم.