جامعات الجيل الثالث مدخل لتحسين جودة الحياة لدى الكبار من المسنيين : رؤية مستقبلية

Abstract AR

يشهد العالم منذ عقدين إرهاصات بزوغ عصر جديد أطلقته المتغيرات و المستجدات العلمية و التكنولوجية التي ما زالت تداعيتها السلبية و الإيجابية مستمرة علي عالمنا المعاصر بشكل متسارع و استطاعت تلك المستجدات أن تفرض متغيراتها على بنية النظام العالمي بشكل عام و المجتمع المصري بشكل خاص فأصبحت العديد من الدول تعيش بمعزل عن الأحداث و التطورات العالمية و من ثم كان لأبد أن تستجيب مؤسساتها التعليمية و البحثية لهذه التطورات و المستحدثات بما يكفل لها تطوير و تنمية المجتمع.

كما يشهد العالم المعاصر حالة من التحولات الكبرى في السياسة الاقتصادية و التعليمية و الثقافية و ذلك بفعل ثورة المعلومات و تكنولوجيا الاتصالات بكل ما ترتب على هذا من تغير في القيم و المفاهيم مما أدي إلي تمايزات ثقافية و تعليمية دفعت الانظمة التعليمية إلى محاولات جادة لتطوير و تعديل و إصلاح أنظمتها التعليمية بما يناسب تلك المتغيرات العالمية و المحلية.

و يواجه نظامنا التعليمي بالمؤسسات الجامعية بشكله الراهن العديد من المعوقات التي تحد من قدرته على ملاحقة التغيرات التي يشهدها العالم و هذا يدعو إلى الاسراع في اختيار سياسة تعليمية تكون ملائمة للمجتمع و انتقاء الصيغ المناسبة لهذا التجديد مما يؤدي إلى ايجاد إنسان واعي مستنير يتعامل بكفاءة و اقتدار في عالم علمي اللغة تكنولوجي الاتجاه.

وفي إطار هذه التحديات كان لأبد من إعادة النظر في منظومة التعليم الجامعي و إحداث تغيرات جذرية في البنية الفكرية للجامعات من حيث الأهداف و المحتوي و أساليب التدريس و التقويم لتصبح مخرجات العملية التعليمية قادرة على التعامل بكفاءة مع مستجدات العصر و متطلبات مجتمع المعرفة و من ثم كان من الضروري أن تتزايد توجهات التطوير و التجديد للعملية التعليمية لتحقيق مخرجات مسلحة بأدوار المنافسة العالمية و مهارات التعامل مع المستقبل.

و شهدت السنوات الاخيرة حركات اصلاحية في بعض الانظمة التربوية بعد أن وجه النقد اليها بقصورها في مواكبة مستجدات العصر وتدني مستويات مخرجاتها فثورة المعرفة و تكنولوجيا المعلومات و الاتصال و ظهور التنافسية بين المؤسسات لاستقطاب القوي العاملة الماهرة و التركيز على الجودة في تحسين المنتج و الخدمات في سوق عالمي حر و مفتوح كل هذه العوامل أجبرت الانظمة التربوية على مراجعة أهدافها و سياستها و برامجها.

و لا شك أن انتشار التكنولوجيات المتطورة مثل الوسائط المتعددة و شبكة المعلومات العالمية أسفر عن تغيرات ذات دلالة في جميع جوانب النظام التعليمي: فلسفة و أهدافا و طرائق و إدارة و لذا بات على النظم التعليمية أن تعد نفسها لتواكب التقنيات الحديثة و كيفية استخدامها ليس فقط من أجل توصيل المعرفة و تنمية المهارات بل و أيضا من أجل تسهيل عملية الاتصال بينها و بين الأفراد المستفيدين بشكل أكثر كفاءة و فاعلية.