اتجاهات عضوات هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نحو برامج خدمة المجتمع و التعليم المستمر

Abstract AR

يعد تطوير المصادر البشرية و تحديث خبراتها عنصرا مهما في عملية التنمية الوطنية الشاملة و ذلك لأن الحياة في تغير و تجدد مما يستوجب معه الاستعداد لتحديات المستقبل كما أن الاحتياجات تختلف من وقت لآخر تبعا لما يمر به المجتمع من تطورات في مختلف مجالاته و هذا ما أعطى للتعليم المستمر أهمية خاصة في جامعات العالم قاطبة إن هذا الدور المتنامي للتعليم المستمر هو الذي جعل البعض يولونه الكثير من العناية و ذلك من منطلق أنه "هو المفهوم الجوهري لسياسة التعليم في السنوات المقبلة في كل من الدول المتقدمة و النامية" (مرسي 1985 ص97).

وقد أدركت خطط التنمية السعودية هذه الحقيقة و عملت جاهدة على تطوير العنصر البشري من منطلق أن الإنسان أساس التنمية وغايتها المنشودة و يمكن تطويره من خلال برامج التعليم المستمر الذي يشمل الفرص الرسمية وغير الرسمية التي تعمل على إعداد الفرد للإسهام في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و تنمية مهاراته الوظيفية و زيادة دخله المادي و تحسين مستوى معيشته (السالم 1998 ص 2).

ولما للجامعات من دور كبير في مجتمعاتها بوصفها رائدة لقطاعات المجتمع في التطوير و التنمية كمؤسسات علمية و بحثية(العبادي و الطائي 2007 ص73) و كما هو متعارف عليه هناك ثلاث وظائف رئيسة تقوم بها الجامعة وهي (التدريس البحث العلمي و خدمة المجتمع) )(عامر2012ص67).

من هذا المنطلق كلفت الدولة الجامعات بمهام توثيق الصلة بينها و بين المجتمع و على هذا أنشأت جامعة الملك سعود مركزا لخدمة المجتمع عام 1402 هـ باسم عمادة خدمة المجتمع (جامعة الملك سعود 1420).

و تقديرا من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لمسؤوليتها في تقديم خدمات حيوية للمجتمع لتطوير مهارات أفراده و مؤسساته بما يزيد من قدرته على العطاء و انطلاقا من رسالتها الإسلامية التي تملي عليها أن تكون على أوثق الصلات بمجتمعها فقد تم إنشاء المركز الجامعي لخدمة المجتمع و التعليم المستمر و ذلك في عام 1405هـ و كان الهدف من إنشاء المركز تركيز الخدمات التي تقوم بها الجامعة من خلال الكليات و الأقسام العلمية المختلفة و تطويرها وتوسيع مجالاتها ليكون جهة متخصصة تيسر إمكانات الجامعة لمختلف فئات المجتمع (عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع و التعليم المستمر 2011).

نتيجة لذلك أولت عمادات خدمة المجتمع و التعليم المستمر بالجامعات السعودية اهتماما كبيرا بالقائمين على التدريب و التدريس في دوراتها و برامجها المعتمدة نظرا لأهمية ارتفاع المستوى العلمي و الفني لجميع القائمين على العملية التدريبية وقد اختارت العمادات أن يكون هؤلاء من الأكاديميين من داخل الجامعات السعودية و ذلك لعلمها بأن الجامعات السعودية تتولى منذ البداية مسؤولية تأهيل عضو هيئة التدريس و اختياره من طلابها ممن تتوفر فيهم القدرة على تحقيق أهدافها و هذا ما أكدته دراسة الشاعر بقوله: "إن معظم مؤسسات خدمة المجتمع و التعليم المستمر تعتمد في عملية تنفيذ برامجها أفراد المجتمع على إشراك أعضاء هيئة التدريس العاملين في أقسام الجامعات للتدريس في البرامج" (الشاعر 1999 ص 133).

و لقد جاء في دليل جامعة الإمام أن الجامعة تعتمد على مشاركة أعضاء هيئة التدريس في البرامج المتنوعة و المبتكرة لمركز خدمة المجتمع لكي يسهموا في مواجهة الحاجات و المشكلات الواقعة للمجتمع (الطريف 2006 ص 4).

و بما أن عضو هيئة التدريس هو حجر الزاوية في العملية التعليمية لكونه يمثل الأداة الفعالة التي تؤدي بالجامعة إلى الاضطلاع بمسؤوليتها (السنبل و عبد الجواد 1993 49) و كما أن الاتجاهات تؤثر في السلوك الإنساني بعامة وفي توافقه النفسي و المهني خاصة (خان و بخاري 1411 ص 11).

لذلك تعتبر اتجاهات أعضاء هيئة التدريس نحو برامج خدمة المجتمع و التعليم المستمر مسألة أساسية يمكن أن يكون لها أثر بالغ في بلورة برامج التعليم المستمر و اتساع نطاقها و طبيعة المشاركين فيها و قدرة الأساتذة على خدمة مجتمعاتهم و هذا يبرر أهمية البحث في اتجاهات عضوات هيئة التدريس نحو برامج خدمة المجتمع و التعليم المستمر و التي تتمحور حولها هذه الدراسة.